
سأحكي هنا عن مشهد شاهدته يوم الخميس الموافق 3 اكتوبر فقد رايت يومها مشهداً مرعباً ومؤلماً آذاني كثيراً ... وآذاني أكثر أنه كاد أن يتكرر بالامس مرة أخرى
في المرة الأولى كنت أسير برفقة صديقتي أمام أحد الفنادق وإذا بي أرى كلبان يحاولان إفتراس قطة ....إنقض الإثنان عليها وأمسك احدهم برقبتها والآخر ببطنها محاولان التهامها ... أقتربت أكثر وأنا مصابة بحالة ذعر لأبعد الكلبين عن القطة فكان الأوان على ما أظن قد فات كانت القطة تصارع الموت والكلبان مشدودان بوثاق إلى صاحبهما الذي رآه - ربما - تدريبا لكلبيه على ( النهش ) وكانت ردود الأفعال من كائنات أخرى حولي تتباين بين ابتسامات وقهقهات أو تعليقات ساخرة مثل "ما أكلوهاش ليه خالص بدل ما هي كده هتتعذب" مع ضحكات عالية
من كائنات لا أظنها بشر ولا تعرف معنى للإنسانية كائنات لا أعرف بينها وبين حشرات تطن حولي أو ميكروبات وطفيليات وديدان تتجول إلى جوارنا بنفس الشارع فرقا
ربما يكون الفرق الوحيد ان الحشرات لم تقهقه لافتراس قطة
يومها لم أستطع أن ألتقط صورة لهذا المشهد وسارعت بالمغادرة وأنا في حالة سيئة
يومها أيضاً سقطت مغشياً عليّ ودخلت إلى المستشفى غائبة عن الوعي
بالأمس كاد المشهد أن يتكرر مع مجموعة من الشباب رأيتهم منطلقين ليلاً مع كلابهم يعلمونهم دروس النهش ويحرضونهم على الجري وراء قطة صغيرة ولكنها - تلك القطة - نجحت في تسلق شجرة أظنها وصلت إلى قمتها لتختبيء في أقل من الثانية
وتجمد شركائي الذين تابعوا معي المشهد دون أن يحاولوا إبعاد هؤلاء المجرمين وقد علق أكبرهم - وهو أستاذي وصديقي ومثلي الأعلى - قائلاً
مفيش فايدة لو كلمناهم برضه مش هيسمعوا الكلام
وانتقلنا حينها بالنقاش إلى السؤال الأزلي
ما الذي يجعلني أقوم بفعل ما أو لا أقوم به ؟
هل معرفتي المسبقة بعدم جدوى عمل ما تجعلني أتراجع عنه لأن فيه إهدار لصحتي ووقتي وأعصابي وربما تعرضي لخطر بالغ؟
أم أن علينا جميعاً ان نؤدي واجباتنا على الأقل حتى نرضي ضمائرنا ونشعر اننا نقف - قدر استطاعتنا- على خطوط الصواب
بدر العبيدي