Thursday, May 22, 2008

تدوينة للمدون الإماراتي موسى سالم الطنيجي

هروب دانيال خط فاصل بين

الهوية الوطنية والتغريب

كتب سالم الطنيجي :

" دانيال " معلم للغة الانجليزية في إحدى مدارس الغد في إمارة رأس الخيمة..

أمريكي الجنسية " ...؟؟ " الديانة والعقيدة.. ألقت إليه وزارة التربية بفلذات أكباد الوطن..

" شباب في عمر الزهور " في أخطر مرحلة سنية .. سن تكوين الاتجاهات وتعزيز القيم..!! ألقت عيه وزارتنا الموقرة

عبئ التربية والتعليم والتنشئة لهذه الشريحة الشبابية؛ وما ذاك

إلا لأنه يملك من مؤهلات الرطانة اللغوية ما يجعله بارعاً متقناً لفن " التربية والتعليم ".....!!


" دانيال " الذي أمضى قرابة العام الدراسي في المدرسة، يمارس فيه أدوار التعليم والتوجيه بكل استخفاف واستهتار..! توج مسلسل استهتاره واستخفافه بالمؤسسة التربوية بأكملها بهروب أشبه ما يكون بالعقاب أو الانتقام..؟

فبمجرد أن علم بنبأ استغناء الوزارة عن خدماته في نهاية العام الدراسي الحالي، وعزمها الجاد على عدم تجديد عقده لسنة إضافية، بيت النية وعزم على توجيه لطمة إلى وجه الوزارة السخية..!!


" دانيال " حزم حقائبه.. لملم أوراقه بما فيها بيانات الطلاب ودرجاتهم التقويمية.. باع أثاث منزله.. استأجر سيارة وتوجه إلى المطار..


خاطب مكتب التأجير قبل إقلاع الطائرة بقليل.. " هالو مستر "..!! أنا في الطائرة عازم على الرحيل..!؟ فتعال وفتش عن سيارتك في باركن المطار، فإيجادها ليس بمستحيل.. أما بخصوص أجرة التأجير، فأحيلك أنت وقرض البنك إلى مكتب معالي الوزير...!!!


اختفى " دانيال " واختفت معه درجات الطلاب...!! والكل يعلم أننا نعيش هذه الأيام فترة حرجة من فترات العام الدراسي.. فالكل في سباق مع الزمن لرصد درجات التقويم الختامي لفصل الدراسي الثاني، الطلاب الذين هم في أمس الحاجة إلى درجة واحدة كي تحدد مصيرهم من نجاح أو رسوب، يضربون أخماس في أسداس..!! ترى من سيقمنا..؟؟ وكيف ستتم عملية التقييم..؟؟ وهل سينصفنا ذاك التقييم ..؟؟


كيف لأي شخص كائناً من كان، أن يستطيع تقييم الطلاب تقييماً سليماً ودقيقاً خلال هذه الفترة الحرجة، والتي تعتبر أقل من شهر...!!! كيف سيتمكن ذاك المعلم الذي أرغم على تدريس حصص إضافية كي يسد النقص، ويجبر الخلل أن يعطي ويجتهد ونصابه من جدول الحصص الدراسية قد تجاوز الــ (25 ) حصة في الإسبوع..؟؟

أيها السادة : إنها مأساة حقيقية يعيشها طلاب و معلمو قسم اللغة الإنجليزية في تلك المدرسة بطلها الحقيقي اسمه " دانيال "....!!


إن رحيل " دانيال " بهذا الشكل الدرامي، وبهذه الطريقة الغير مسئولة، يفتح النار وبكل اتجاه على وزارة التربية والتعليم التي لا تكف عن استيراد المشاريع التغريبية ، والبهائم البشرية..!!


وزارة التربية تعتبر أهم مؤسسة اتحادية من حيث غرس القيم الوطنية وتعزيز مفهوم " الهوية الوطنية "..!! هذا المفهوم ذو الدلالة الاجتماعية والسياسية، والتي لا يمكن لدانيال والذين هم على شاكلته من بني الأحمر أن يدركوها أو يفقهوها..!! فكيف لهم أن يغرسوا الولاء للوطن..؟؟ وكيف لهم أن يحفزوا روح الانتماء له..؟؟


إن وزارة التربية والتعليم بأكملها تقف اليوم أمام استحقاق وطني مهم وخطير في نفس الوقت، فهي مطالبة وطنياً واجتماعياً بإعادة النظر في مجمل سياساتها ومشاريعها، وإعمال الفكر في مفهوم " الهوية الوطنية " والعمل على تحقيقه بكل جدية ومصداقية بدءً من مبنى الوزارة وما يحويه من وظائف ومناصب قيادية واستشارية، وانتهاءً بالميدان التربوي وما يشمله من مناهج ومشاريع وفعاليات...!!

ترى.. هل سيحترم القائمون على هذه الوزارة عقلية المواطن الإماراتي ويصححون مسارها.. أم أنهم سيضعوا أصابعهم في آذانهم ويغمضوا أعينهم عن أبصار الحقائق...!!


هذا ما سنعرفه في القابل من أيام عام الهوية الوطنية...