Thursday, February 21, 2008

المصلوب


صلبوه صغيراً .... بسلاسل وقيود حديدية ضخمة قاسية
وضعوا على أكتافه أحمالاً ثقيلة جداً
تغضب أمي جداً حين تراني أجلس بوضع غير صحيح وتقول أني سأعتاد تلك الجلسة الخاطئة
التي ستسبب لي انحناءة أبدية
ما باله هذا الذي صلب .. وحملوه أثقالا زمناً طويلاً يصعب على عظامه اللينات أن يجابهنها دون أن يتشوهن ......!!!!!!!!!
حينما أزحت عنه حمله ظل على انحناءته كما هو .... فككت عنه السلاسل والقيود ولكنه ظل على وضع المصلوب ....
على يديه وكتفيه ورجليه أثار جروح وعلامات تركتها سنون القيود
احتضنته بشدة .... شدة حب نما في قلبي قديما لا أعرف متى ولا أين؟؟
احتضنني...
قبلته بشوق .... شوق زاد في سنين بعد ندمنا عليها رغم أننا "ربما" لم نكن نعرف حينها بعضنا
قبلني
خشيت أمطاراً وعواصف وارتجفت ... رجفة انطلقت في قلبه بذات الوقت وأنكرها
طمأنني ...
طلب مني أن أداوي جروحه لأنها تؤلمني وهو ما كان يتحمل هذا الألم بقلبي فشكا ألمي لي طالباً أن أداوينا دون أن أجعل جراحه تؤلمنا ....ولكن كان لزاماً علي أن أمسها بيدي ..
فهل أصدقه وأفعلها أم أن الوقت فات .؟؟؟؟
حاولت أن أعيده إلى جماله وأجعله يمشي كما امشي أنا .. لا أسمع ولا أرى إلا ما يسعده وتصغر أمام ابتسامة عينيه الحياة ..
ولكنه ظل يمشي على وضع المصلوب ولا يبتسم قلبه ولا تبتسم عينيه وشفتيه إلا عند ذهابنا في رحلات قصيرة إلى السحاب ..
شكته لي دموعه .. قالت أنه يبكي حتى تملأ المكان ثم يسبح فيها بغير اكتراث .. فهو اعتاد ملوحة دموعه ويستغرق في السباحة فيها رغم أنها تؤلمه ؟؟
يا حبيبي .. ها أنا قد أتيت .. فهل ستأتي معي لنغتسل ونشرب مياهاً عذبة وتعلو أصوات ضحكاتنا لتملأ الأرض والسماء ؟؟
أم إنني .. أنا ... قد جئت متأخرة كثيرا عن موعدي؟؟؟؟؟

وردة مريم

قصة قديمة ورائعة تماماً ككاتبها
أحب تلك القصة رغم أن محمداً لم ينشرها في مجموعته القصصية ورغم أنه مازال يرفض نشرها في مجموعة حتى الآن نظراً لحداثة سنه عند كتابتها ...الأقطش كتب تلك القصة وهو تقريبا في السابعة عشرة من عمره استمتعوا بقراءتها.

تعود دائماً أن يناديها مريم - هكذا بدون خالة كثيراً ما نهته والدته عن ذلك وهي تزعق فيه قائلة :
هي كانت من بطنك واللا كانت بتلعب معاك الأولى عشان تقوللها مريم يا قليل الأدب ؟
إلا أن ابتسامة مريم المشرقة تشجعه دائماً على عدم ترك عادته . وكان يقول لنفسه دائماً :
دي نصراني ومش قريبتنا , أقول لها يا خالة ليه؟!
يحب أن ينظر دائماً إليها , خاصة وهي تتحدث مع والدته أمام فرن الخبيز عن جورجيت أختها الصغرى , مرتدية جلبابها الأخضر المشغول بالترتر والخرز الملون على الصدر , تمد ساقاً أمامها وتقرفص الأخرى . ساقها بيضاء ناعمة . يحب ذلك الهدوء في عيني مريم والتي تقارب والدته في السن , إلا أن والدته لم تكن أبداً بجمال مريم .
ومريم لم تتزوج مثل والدته بالرغم من جمالها الواضح وبشرتها الخمرية وشعرها الأسود المنسرح حتى وسطها , كما أنها ممتلئة قليلاً ناهدة الصدر . يتمادى في تظاهره بالنوم حين تحمله لتضعه في سريره بعد أن ينعس أمام الفرن ودفء الحكايات وجمال مريم . لا يتذكر منذ متى وهي توقظه في الصباح , تقبل جبينه بشفتيها الطريتين , وتضع على صدره وردة بيضاء . لم تتأخر يوماً مريم عن إيقاظه وتعود مع ذلك على قبلتها والوردة .
حديقتها الخلفية تمتليء بالورد , إلا أن جورجيت تمنعه دائماً من دخولها .
عندما مرضت مريم كان يستيقظ مسرعاً إلى دارها , ويجتاز فسحاية الدار متسللاً من جورجيت , لم يكن يحبها لأنها سليطة اللسان , متكبرة , ليس فيها شيء من مريم .
يصعد على سرير مريم , تستيقظ في وهن وتقبله وتعطيه الوردة
استيقظ على صوت صراخ وولولة . جرى مسرعاً نحو دار مريم , فوجد والدته تقف على الباب متشحة بالسواد .. وتبكي . اخترق أجساد الواقفات إلى الداخل , أمام باب الحجرة رأى جورجيت تبكي لأول مرة .. لم يكن يتخيل أنها تعرف البكاء
إيه اللي حصل ؟
قالها وهو يريد أن يبكي , لكنه كان مشغولاً بشيء آخر , حاول دخول الحجرة , منعته جورجيت يكرهها جداً .. سار ورائهم حتى مدافن النصارى .. الجميع يبكون بينما هناك رجل واقف يرتل بعض الكلمات في تأثر حاول أن يجد مريم بينهم .. لم تكن موجودة
يعني إيه " ماتت" ؟؟
لم تجبه والدته ومازالت منخرطة بالبكاء
عبر من بين الواقفين حتى وصل إلى الرجل هناك , أمسك بطرف جلبابه وقال له وهو يبكي
هي مريم فين ؟
لم يجبه الرجل لكنه ربت على كتفه في حنو أراد إجابة واضحة جذب جلباب الرجل ثانية وهو يقول :
أنا كنت عاوز منها الوردة بس والله .
تناول الرجل من إصيص بجواره وردة بيضاء , ناولها إياه قائلاً : ليرحمها الرب.
أمسك الوردة لم تكن هي ما يريد . علا صوت بكائه وهو يقول :
ماليش دعوة أنا عايز وردة مريم

Wednesday, February 20, 2008

مصاص الدماء



ليست تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها احداث تلك القصة فتاة جميلة في مقتبل العمر ...أشبه بوردة رقيقة على قدر كبير من الذكاء والموهبة وخفة الظل ولها قدرة كبيرة على ان تشع البهجة أينما كانت وفجأة تتحول تلك الفتاة من مصدر للبهجة ورسم الابتسامات الحقيقية على شفاه الآخرين إلى فتاة هادئة تبتسم أحياناً وتسرق ضحكات في أحيان أخرى , ثم تنتقل إلى مرحلة أسوأ كثيراً فتغيب ابتسامتها نهائياً وتتورم عيناها الجميلتان



نتيجة للبكاء الطويل والدموع المنهمرة في ليلها البائس هناك دائما وراء هذا التسلسل المخيف رجلا أشبه بمصاص الدماء تجذبه حيوية الفتاة وجمالها وبهجتها فيقرر أن يتغذى على هذه المواصفات الجميلة ليستعيد هو بهجته وحيويته على حساب الضحية ولأنه كاذب ومخادع ولا يريد سوى الاستمتاع بحالة حب ولأنها صادقة وبريئة ولا تريد سواه تكون هي نقطة انطلاقه ويكون هو الستارة السوداء التي تحجب عنها النور والحياة



العزيزة جداً .............. أسعدني كثيراً أنك استيقظت مبكراً قبل أن يتغذى مصاص الدماء على آخر قطرات حياتك ولحظات عمرك الثمينة
تستحقين جميلاً مثلك
انتظريه فهو آت او ربما هو إلى جوارك ولم تسمح لك الستارة السوداء بأن تلمحيه من قبل