صلبوه صغيراً .... بسلاسل وقيود حديدية ضخمة قاسية
وضعوا على أكتافه أحمالاً ثقيلة جداً
تغضب أمي جداً حين تراني أجلس بوضع غير صحيح وتقول أني سأعتاد تلك الجلسة الخاطئة
التي ستسبب لي انحناءة أبدية
ما باله هذا الذي صلب .. وحملوه أثقالا زمناً طويلاً يصعب على عظامه اللينات أن يجابهنها دون أن يتشوهن ......!!!!!!!!!
حينما أزحت عنه حمله ظل على انحناءته كما هو .... فككت عنه السلاسل والقيود ولكنه ظل على وضع المصلوب ....
على يديه وكتفيه ورجليه أثار جروح وعلامات تركتها سنون القيود
احتضنته بشدة .... شدة حب نما في قلبي قديما لا أعرف متى ولا أين؟؟
احتضنني...
قبلته بشوق .... شوق زاد في سنين بعد ندمنا عليها رغم أننا "ربما" لم نكن نعرف حينها بعضنا
قبلني
خشيت أمطاراً وعواصف وارتجفت ... رجفة انطلقت في قلبه بذات الوقت وأنكرها
طمأنني ...
طلب مني أن أداوي جروحه لأنها تؤلمني وهو ما كان يتحمل هذا الألم بقلبي فشكا ألمي لي طالباً أن أداوينا دون أن أجعل جراحه تؤلمنا ....ولكن كان لزاماً علي أن أمسها بيدي ..
فهل أصدقه وأفعلها أم أن الوقت فات .؟؟؟؟
حاولت أن أعيده إلى جماله وأجعله يمشي كما امشي أنا .. لا أسمع ولا أرى إلا ما يسعده وتصغر أمام ابتسامة عينيه الحياة ..
ولكنه ظل يمشي على وضع المصلوب ولا يبتسم قلبه ولا تبتسم عينيه وشفتيه إلا عند ذهابنا في رحلات قصيرة إلى السحاب ..
شكته لي دموعه .. قالت أنه يبكي حتى تملأ المكان ثم يسبح فيها بغير اكتراث .. فهو اعتاد ملوحة دموعه ويستغرق في السباحة فيها رغم أنها تؤلمه ؟؟
يا حبيبي .. ها أنا قد أتيت .. فهل ستأتي معي لنغتسل ونشرب مياهاً عذبة وتعلو أصوات ضحكاتنا لتملأ الأرض والسماء ؟؟
أم إنني .. أنا ... قد جئت متأخرة كثيرا عن موعدي؟؟؟؟؟