صديقي العزيز الكاتب العماني سالم آل تويه كاتب قصة رائعة اسمها الغابة ده جزء منها مارضيتش أنشرها كلها أحسن تقلب معانا جد ...تأملوا الحيوانات وسلوكها ، وماتفكروش كتير هي مش محتاجة تفكير أحسن نكتئب
الغابة
زأر الأسد بغضب لأنه اكتشف قبل أيام قنبلة مزروعة تحت عرينه. لم يهدأ له بال فجمع حيوانات الغابة وأخذ يزأر فيها: "أنا ملك هذه الغابة وكل من يفكر بزعزعة أمنها سوف نضربه بيد من حديد".
كانت الحيوانات مصطفة بانتظام حوله ووراءه وأمامه، والتي عن جانبيه تركت مسافة كافية كي لا تزعج عظمته.. صفان من الفيلة اصطفا وراءه مباشرة.
على غصون الأشجار كفت العصافير عن الزقزقة بينما كبت صقر رغبته الجامحة في الانقضاض على أرنب وصل للتو وخطاب الأسد في الجموع يمضي في مسالك مرتابة ومهددة. نكس الصقر نظراته الحادة محاولاً ما أمكنه احتمال العذاب الذي جلبته مجاورة الأرنب له، ولوهلة كاد يفعلها لكنه رفع رأسه إلى الأعالي كاتماً رغبة أخرى في فقء عيني الأسد هذه المرة.
تثاءب حمار: "ألهذا جمعتنا؟"، وسرعان ما تدارك حمار آخر الأمر فرفسه بحافره على بطنه، وكانت الرفسة قوية بحيث إن الحمار المرفوس نهق. وعلى الفور أحاطت أربعة ثعالب بالحمارين واقتيدا إلى مركز الغابة للأمن الداخلي بتهمة التآمر العلني لقض مضجع الملك والسخرية منه.
أما بقية الحمير فواصلت الإصغاء دون أن تعرف حقيقة ما يحدث، وأحست- كما أحس أكثر الحيوانات الأخرى- بأن عظامها تتكسر تحت مخالب وأنياب مسننة حين اشتد زئير الأسد: "هذه الغابة ملاذ الآمنين". وفي هذه اللحظة بالذات طار سرب عصافير راسماً شكل سهم اخترق الفضاء الملبد، ولم يبال بتبلبل قطيع من الثعالب كان يخترق الصفوف بنظرات مغتاظة متحفزة، وغاب في الأفق.
مالك الحزين الواقف عند النبع ضحك في سره لأن الملك لا ينطق الكلمات من مخارجها الصحيحة، ويعيد بعضها ليقرأها بنحو سليم، وفي الحالتين يزدحم خطابه بالأخطاء. شعر بالغثيان كلما عاود الملك الزئير فالصوت- كما تراءى له- لم يكن يخرج من فمه!.
في الصف الخلفي كان أحد الفيلة قد أفرط في الأكل البارحة، ومنذ أن بدأ الخطاب السامي أخذ يقطع استغراق وزراء الملك وحاشيته بتجشؤات متتابعة. وإن كان هؤلاء قد احتملوا، مرة تلو مرة، انبعاث تلك الرائحة، بل وخمنوا نوع الأكل الذي تناوله وزير تعليم الغابة العالي- لا يجيد القراءة ولا الكتابة- في وليمة أمس إلا أن الأمر تعدى كل حدود التوقير والأدب لجلالة الملك؛ فأكثرهم سمعوا ذلك الصوت: طوط، الذي ضيق عليه الوزير مخرجه متأخراً فتقطع قليلاً: طوط طوط طوط فسّ، والملك يزأر: "سوف نضرب بيد من حديد".
زأر الأسد بغضب لأنه اكتشف قبل أيام قنبلة مزروعة تحت عرينه. لم يهدأ له بال فجمع حيوانات الغابة وأخذ يزأر فيها: "أنا ملك هذه الغابة وكل من يفكر بزعزعة أمنها سوف نضربه بيد من حديد".
كانت الحيوانات مصطفة بانتظام حوله ووراءه وأمامه، والتي عن جانبيه تركت مسافة كافية كي لا تزعج عظمته.. صفان من الفيلة اصطفا وراءه مباشرة.
على غصون الأشجار كفت العصافير عن الزقزقة بينما كبت صقر رغبته الجامحة في الانقضاض على أرنب وصل للتو وخطاب الأسد في الجموع يمضي في مسالك مرتابة ومهددة. نكس الصقر نظراته الحادة محاولاً ما أمكنه احتمال العذاب الذي جلبته مجاورة الأرنب له، ولوهلة كاد يفعلها لكنه رفع رأسه إلى الأعالي كاتماً رغبة أخرى في فقء عيني الأسد هذه المرة.
تثاءب حمار: "ألهذا جمعتنا؟"، وسرعان ما تدارك حمار آخر الأمر فرفسه بحافره على بطنه، وكانت الرفسة قوية بحيث إن الحمار المرفوس نهق. وعلى الفور أحاطت أربعة ثعالب بالحمارين واقتيدا إلى مركز الغابة للأمن الداخلي بتهمة التآمر العلني لقض مضجع الملك والسخرية منه.
أما بقية الحمير فواصلت الإصغاء دون أن تعرف حقيقة ما يحدث، وأحست- كما أحس أكثر الحيوانات الأخرى- بأن عظامها تتكسر تحت مخالب وأنياب مسننة حين اشتد زئير الأسد: "هذه الغابة ملاذ الآمنين". وفي هذه اللحظة بالذات طار سرب عصافير راسماً شكل سهم اخترق الفضاء الملبد، ولم يبال بتبلبل قطيع من الثعالب كان يخترق الصفوف بنظرات مغتاظة متحفزة، وغاب في الأفق.
مالك الحزين الواقف عند النبع ضحك في سره لأن الملك لا ينطق الكلمات من مخارجها الصحيحة، ويعيد بعضها ليقرأها بنحو سليم، وفي الحالتين يزدحم خطابه بالأخطاء. شعر بالغثيان كلما عاود الملك الزئير فالصوت- كما تراءى له- لم يكن يخرج من فمه!.
في الصف الخلفي كان أحد الفيلة قد أفرط في الأكل البارحة، ومنذ أن بدأ الخطاب السامي أخذ يقطع استغراق وزراء الملك وحاشيته بتجشؤات متتابعة. وإن كان هؤلاء قد احتملوا، مرة تلو مرة، انبعاث تلك الرائحة، بل وخمنوا نوع الأكل الذي تناوله وزير تعليم الغابة العالي- لا يجيد القراءة ولا الكتابة- في وليمة أمس إلا أن الأمر تعدى كل حدود التوقير والأدب لجلالة الملك؛ فأكثرهم سمعوا ذلك الصوت: طوط، الذي ضيق عليه الوزير مخرجه متأخراً فتقطع قليلاً: طوط طوط طوط فسّ، والملك يزأر: "سوف نضرب بيد من حديد".
No comments:
Post a Comment